العكاز صديقى
منذ عشرين ديسمبر الماضى الموافق ثانى أيام العيد وهذا العكاز أصبح صديقى أو بمثابة أخويا الكبير الحكايه بدأت فى التاريخ السابق الساعه سابعة مساء ثانى أيام العيد وأثناء عودتى من العمل وتوجهى
لزيارة أحدى قريباتى وبينما كنت أسير بجوار الرصيف المشغول بكراسى وترابيزات و رواد أحد المقاهى اللى واخده الرصيف نظام وضع يد و كنت أشدو بصوتى الجميل أغنية العيد خنقة فوجئت بأتوبيس رحلات
رقم 1811 رحلات جيزه وسائقه هو الشاب الجرىء الغنى عن التعريف اللى مش همه حد أسامه حنفى رجب عطيه والقاطن فى أم خنان حوامديه يقترب منى من الخلف ٌال أيه بيعاكس ساب الشارع وأقترب من الرصيف وصدمنى من الخلف مما ادى الى سقوطى وسط الوحل والطين خاصة أن اليوم ده الدنيا مطرت لو تفتكروا المهم يا أصدقائى أنه أخد الجزء الذى يعلو القدم مباشرة تحت عجلة الأتوبيس اليمنى ولستر ربنا أنى كنت مرتدية بووت وبدأت أصرخ والأتوبيس يدفعنى على ألأرض الموحله وأنادى على السائق أن يتوقف بينما يشاهدنى التباع بتاعه اللى واقف على باب الأتوبيس بيتفرج عليه ولولا تدخل الماره بأيقافهم للأتوبيس أثناء محاولته أن يسحق بقية جسدى ويهرب لكنت فى عداد الأموات وقام بعض المواطنون بالتحفظ عليه لحين حضور الشرطه والأسعاف و طبعآ صعب أنى أصور حالتى وأنا ملقاة على الأرض و حولى عشرات من أقدام الناس والطين يلطخ ملابسى وألم فظيع فى ساقى اليمنى و قام أحد المتواجدين بأحضار حقيبة اليد الخاصه بى وأشرت أليه بأن يفتحها ويخرج الموبيل وقام بألأتصال بعائلتى و دقائق وحضر أمين شرطه طلب بطاقتى الشخصيه مش فاهمه ليه ودقائق آخرى من العذاب و حضرت سيارة الأسعاف لتبدأ معها رحلة عذاب حقيقيه رحلة عذاب ضحيتها كل يوم مئات بل ألاف من المصريين الذين يتعرضون لحوادث سير أو حوادث من أى نوع أنها رحلة لن أنساها ما حييت و ربما لأصبح أنا أيضآ ضحية للأهمال وعد م الأنسانيه التى نعيشها فى بلدنا كل يوم حتى تعودنا أن تهدر كرامتنا وأن نهان
و نشعر بالغربه فى بلدنا فى الواقع أشعر بمراره لا أرغب فى وصفها أو الكتابه عنها وسأكتفى بالأشاره لبعض ماحدث لي فى تلك الليله
مستشفى أم المصريين
نظرآ لحدوث الحادثه فى مكان قريب من مستشفى أم المصريين فقد توجه بي المسعفون اليها وليتهم ما فعلوا بالطبع لم أتوقف عن الصراخ للحظه وبعد دخولى المستشفى تخيلت أن هناك كم من الأطباء و الممرضات سيكونوا فى أنتظارى ولكن بكل أسف وجدتنى فى غرفه بارده وحيده والعديد من وجوه الغرباء من المرضى يدخلون لألقاء نظره خاطفه على المشهد و بنصرفون وبينما أرتجف من شدة البرد و الصراخ ونزيف الدم المستمر وجدت طبيبان حضرا لرؤيتى وهما فى قمة الغضب وقام أحدهم بالصراخ فى وجهى بأن أتوقف عن البكاء والعويل ثم نظرا الى مكان الأصابه وأنصرفا ثم حضرت تمرجيه قامت بدفع السرير الى غرفة آخرى فى منتهى القذاره و تركتنى وأنا أصرخ من الألم ثم حضرت سيدة ترتدى لبس حكيمه و تحمل طفل على يدها و بدأت فى عمل ألأشعه وطلبت منها أى غطاء لأن جسدى بدأ فى الأرتجاف بشده من الألم والبرد فقامت بألقاء ملايه متسخه باليه فوقى وهنا حضر أقربائى و أنزعجوا مما يحدث فلم تقدم لى أى أسعافات أوليه فقط أنا ودمائى و ملابسى المتسخه وصراخى مستنجده بالسماء وبعد جهد عثروا على طبيب نصحهم بسرعة التوجه بي الى مستشفى الهرم كذلك نصحهم بذلك بعض العاملين وقالوا أهربوا بجلدكم من هنا و لكى نستطيع الخروج لابد من المرور ببعض الخطوات و أهمها البحث عن طبيب يوقع بالخروج من المستشفى بشرط أن ينتهى أفراد الشرطه المتواجدين فى المستشفى من ألتحقيق معى وكأنى متهمه لم يشفع لى ألمى ولا دمائى من هذا الشرطى الذى جلس على كرسى وأشعل سيجاره وأمسك بأوراقه و نظر فى تحدى للجميع وبدأ فى طرح أسئلته الذكيه و كان أقربائى قد خلعوا جواكتهم و وضعوها فوقى لكى أستدفأ بها وبدأ الأستجواب
أسمك أيه- بطاقتك فين - مين ضربك – أتوبيس شكله أيه – تعرفى أسم السواق – طيب ضربك من اليمين ولا الشمال – طيب كنت رايحه ولا جايه وطبعآ أنا الألم بيزيد و أقاربى فى حالة غليان و طبعآ فهمنا هو عاوز أيه و بمجرد أن عشرينات من الجنيهات ظهرت و الراجل بطل يسأل وأظهر شىء من الأهتمام وكانت سياره الأسعاف التانيه وصلت وأبتدت خناقه بين الممرضه و مسعف الأسعاف على الملايه القذره اللى تحتى
والمسعف بيقول للممرضه أنا هارجعلك الملايه و هى رأسها و ألف جزمه أنى مش ماشيه غير لما أرجع العهده اللى هى الملايه و للمرة الثانيه خلال دقائق والفلوس تحل المشكله ويحملنى المسعفون الى جحيم مستشفى الهرم
مستشفى الهرم
هناك قابلنا الأطباء بأهتمام وكشفوا علي وطلبوا عمل أشعه بسرعه ولأول مره أستطع رؤية الجرح حيث وجدت فجوه فى أسفل ساقى زال عنها اللحم بلا رجعه و تظهر عظامى واضحه و الطين حول مكان الأصابه و داخله و بعد عمل الأشعه اللى أوضحت وجود كسور مضاعفه تم التوجه بي الى غرفة لتطهير الجرح وطلبوا من أحد أقاربى سداد الفاتوره بسرعه وبعد دفعها بدأو فى تطهير الجرح أو تعذيبى بمعنى أدق
حيث قاموا بألقاء سوائل من بعيد و بقوه داخل الجرح الغائر وأنا أصرخ من الألم وبعد عشر دقائق قام طبيب بمحادثتنا وقال يا جماعه بصراحه هى هتحتاج عملية و وضع شريحة و مسامير عشان نعالج الكسر ده
وأحنا فى عيد كل سنه وأنتم طيبين ده غير أن الجهاز عندنا اللى بيستخدم فى النوع ده من العمليات عطلان و مفيش دكتور تخدير وأحتمال منقدرش نعملها حاجه غير بعد أسبوع عشان كده بنصحكم بطلب سياره أسعاف و أصطحابها لمستشفى خاصه و لما سألناه طيب يا دكتور ليه مدوخنا ماكنت قولت من البدايه الكلام ده ده العظم واضح أنه متكسر طبعآ الدكتور عمل نفسه فاقد الذاكره و عرفنا أنهم كانوا عاوزين يستفيدوا من مصاريف الأشعه وخلاص و تم الأتصال بسياره الأسعاف اللى وصلت بعد ساعه لتبدأ معركة الملايه مره تانيه
بين الممرضه و المسعف وأنتهت بنفس النتيجه أننا نمشى أمورنا وندفع مبلغ للمرضه واللذيذ فى الموضوع أننا مش عارفين نروح فين و هل المستشفى القادمه هتقبلنا والا هنقضيها سيارات أسعاف لبقية العيد
وطبعآ يا شطار يا حلوين أحنا ماسيبناش مستشفى الهرم غير لما وقعنا أقرار يفيد أن الخروج على مسؤليتنا ولما رفضنا رد الدكتور خلاص خليكم لما تفرج و نعرف نعالجها
المهم أتصلنا بطبيب عظام نصحنا بالتوجه لمستشفى الزهيـــــــــــــــيرى التخصص وهو هايقابلنا هناك
وفى مستشفى الزهيرى كل شىء نظيف و كمان أبتسامه تقابلك من ناس شيك و موظف أستقبال زى بتاع الفنادق يسألك بأدب حضرتك تحبها مكيفه طيب أولى ولا تانيه طيب أولى ممتاز ولا عادى طبعآ كل ده وأنا برقع بالصوت والله والناس هناك بارده بعد كده طلب الموظف مننا ألف جنيه بصوت واضح وبعد دفع الألف طلب ألفين جنيه بحــجة أننا كلنا مسمعنهوش كويس طبعآ الناس لمت من بعض و دفعوا عشان نخلص
وجه الدكتور وبدأ يرش الجرح بالمحاليل وأنا أصرخ وقالنا بكره نعمل اللازم وتخرجوا على طول عشان مفيش دكتور بنج وأنا أديتها مسكن قوى وتانى يوم فعلآ عملت العمليه وهى كانت مجرد تنظيف للجرح
من الداخل و تم أخراج شظايا عظام و قطع طين ولأن الجرح فضل متلوث لليله كامله فكان لازم نستنى الجرح يقفل ودفعنا كمان الفين تانيين عشان ليله واحده يعنى أربعة الأف جنيه للغرفه وفتح غرفة العمليات وبعض المستلزمات الطبيه أم عن أجر الأطباء نفسهم فده موضوع تانى وخرجت وماذلت فى انتظار ميعاد العمليه التانيه بعد تحسن حالة الجرح لتركيب مسامير وشريحه من العظام ثم القيام بعمليات تجميل لتغير شكل ساقى من جهة القدم لوجود جزء غائر
العمليه كانت يوم 21 دبيسمبر و فى نفس اليوم ده عرفنا أن السائق خرج من القسم و كأنه داس على رجل كنبه وأنا من هنا بقول لوزير الصحه ياريت تقفل مستشفياتك دى أو تحولها لمحلات كشرى بس ياريت تكتر الدقه وبسأل هؤلاء الأطباء كيف تحجرت قلوبكم وصرتوا بلا رحمه مثلكم مثل سائق الأتوبيس الذى حطم عظامى بسهوله وحاول الهرب مثلكم مثل أمين الشرطه الذى لم يرحم ألامى وصمم على أستجوابى مثلكم كمثل كل من غلظ قلبه و رفض مساعدة أنسان رغم قدرته على المساعده
لقد تحجرت قلوب الكثيريين حتى فقدوا القدرة على الأحساس والتفاعل مع الغير
المشكله فى مصر تعدت رغيف الخبز و الغلاء والبطاله و الرشوه وكل أشكال الفساد فقد نال الفساد أيضآ من مشاعر وقلوب الكثيريين و اصبح الحديث عن الأنسانيه و حقوق المصرى فى بلده هو نوع من الترف
التعذيب لم يعد داخل زنزانه أو قسم بوليس التعذيب ساكن فى كل الطرقات ينتظرنا بلهفه فى أعمالنا و منازلنا و فى المواصلات و الشوارع والمستشفيات منذ أن نستقيظ وحنى ننام و نحن نحتضن خبر جديد
عن عباره تغرق أو حريق أو عمارة موت تطبق على ساكنيها و تحطم أحلامهم
وبقول لكل قارىء مشاعرك لوحدها مش كفايه أتبرع ولو بمسمار أو كماشه أو حتى شاكوش أنا داخله على عمليه جديده و ربنا يستر بقا
كان معكم أوسه الناجيه من الموت والتى ماذالت فى الجبس
هناك قابلنا الأطباء بأهتمام وكشفوا علي وطلبوا عمل أشعه بسرعه ولأول مره أستطع رؤية الجرح حيث وجدت فجوه فى أسفل ساقى زال عنها اللحم بلا رجعه و تظهر عظامى واضحه و الطين حول مكان الأصابه و داخله و بعد عمل الأشعه اللى أوضحت وجود كسور مضاعفه تم التوجه بي الى غرفة لتطهير الجرح وطلبوا من أحد أقاربى سداد الفاتوره بسرعه وبعد دفعها بدأو فى تطهير الجرح أو تعذيبى بمعنى أدق
حيث قاموا بألقاء سوائل من بعيد و بقوه داخل الجرح الغائر وأنا أصرخ من الألم وبعد عشر دقائق قام طبيب بمحادثتنا وقال يا جماعه بصراحه هى هتحتاج عملية و وضع شريحة و مسامير عشان نعالج الكسر ده
وأحنا فى عيد كل سنه وأنتم طيبين ده غير أن الجهاز عندنا اللى بيستخدم فى النوع ده من العمليات عطلان و مفيش دكتور تخدير وأحتمال منقدرش نعملها حاجه غير بعد أسبوع عشان كده بنصحكم بطلب سياره أسعاف و أصطحابها لمستشفى خاصه و لما سألناه طيب يا دكتور ليه مدوخنا ماكنت قولت من البدايه الكلام ده ده العظم واضح أنه متكسر طبعآ الدكتور عمل نفسه فاقد الذاكره و عرفنا أنهم كانوا عاوزين يستفيدوا من مصاريف الأشعه وخلاص و تم الأتصال بسياره الأسعاف اللى وصلت بعد ساعه لتبدأ معركة الملايه مره تانيه
بين الممرضه و المسعف وأنتهت بنفس النتيجه أننا نمشى أمورنا وندفع مبلغ للمرضه واللذيذ فى الموضوع أننا مش عارفين نروح فين و هل المستشفى القادمه هتقبلنا والا هنقضيها سيارات أسعاف لبقية العيد
وطبعآ يا شطار يا حلوين أحنا ماسيبناش مستشفى الهرم غير لما وقعنا أقرار يفيد أن الخروج على مسؤليتنا ولما رفضنا رد الدكتور خلاص خليكم لما تفرج و نعرف نعالجها
المهم أتصلنا بطبيب عظام نصحنا بالتوجه لمستشفى الزهيـــــــــــــــيرى التخصص وهو هايقابلنا هناك
وفى مستشفى الزهيرى كل شىء نظيف و كمان أبتسامه تقابلك من ناس شيك و موظف أستقبال زى بتاع الفنادق يسألك بأدب حضرتك تحبها مكيفه طيب أولى ولا تانيه طيب أولى ممتاز ولا عادى طبعآ كل ده وأنا برقع بالصوت والله والناس هناك بارده بعد كده طلب الموظف مننا ألف جنيه بصوت واضح وبعد دفع الألف طلب ألفين جنيه بحــجة أننا كلنا مسمعنهوش كويس طبعآ الناس لمت من بعض و دفعوا عشان نخلص
وجه الدكتور وبدأ يرش الجرح بالمحاليل وأنا أصرخ وقالنا بكره نعمل اللازم وتخرجوا على طول عشان مفيش دكتور بنج وأنا أديتها مسكن قوى وتانى يوم فعلآ عملت العمليه وهى كانت مجرد تنظيف للجرح
من الداخل و تم أخراج شظايا عظام و قطع طين ولأن الجرح فضل متلوث لليله كامله فكان لازم نستنى الجرح يقفل ودفعنا كمان الفين تانيين عشان ليله واحده يعنى أربعة الأف جنيه للغرفه وفتح غرفة العمليات وبعض المستلزمات الطبيه أم عن أجر الأطباء نفسهم فده موضوع تانى وخرجت وماذلت فى انتظار ميعاد العمليه التانيه بعد تحسن حالة الجرح لتركيب مسامير وشريحه من العظام ثم القيام بعمليات تجميل لتغير شكل ساقى من جهة القدم لوجود جزء غائر
العمليه كانت يوم 21 دبيسمبر و فى نفس اليوم ده عرفنا أن السائق خرج من القسم و كأنه داس على رجل كنبه وأنا من هنا بقول لوزير الصحه ياريت تقفل مستشفياتك دى أو تحولها لمحلات كشرى بس ياريت تكتر الدقه وبسأل هؤلاء الأطباء كيف تحجرت قلوبكم وصرتوا بلا رحمه مثلكم مثل سائق الأتوبيس الذى حطم عظامى بسهوله وحاول الهرب مثلكم مثل أمين الشرطه الذى لم يرحم ألامى وصمم على أستجوابى مثلكم كمثل كل من غلظ قلبه و رفض مساعدة أنسان رغم قدرته على المساعده
لقد تحجرت قلوب الكثيريين حتى فقدوا القدرة على الأحساس والتفاعل مع الغير
المشكله فى مصر تعدت رغيف الخبز و الغلاء والبطاله و الرشوه وكل أشكال الفساد فقد نال الفساد أيضآ من مشاعر وقلوب الكثيريين و اصبح الحديث عن الأنسانيه و حقوق المصرى فى بلده هو نوع من الترف
التعذيب لم يعد داخل زنزانه أو قسم بوليس التعذيب ساكن فى كل الطرقات ينتظرنا بلهفه فى أعمالنا و منازلنا و فى المواصلات و الشوارع والمستشفيات منذ أن نستقيظ وحنى ننام و نحن نحتضن خبر جديد
عن عباره تغرق أو حريق أو عمارة موت تطبق على ساكنيها و تحطم أحلامهم
وبقول لكل قارىء مشاعرك لوحدها مش كفايه أتبرع ولو بمسمار أو كماشه أو حتى شاكوش أنا داخله على عمليه جديده و ربنا يستر بقا
كان معكم أوسه الناجيه من الموت والتى ماذالت فى الجبس
تحديث
غدآ الأثنين موعدى مع جراحه جديده وغرفة عمليات آخرى
أرجو أنها تكون الأخيره حيث سيتم معالجة الكسور بشرائح
ومسامير , دعواتكم بقا وأراكم على خير